Abstract
على الرغم من ان بلاد الشام ومصر كانت خلال عدة عقود كاملة تحت حكم الاسرة الايوبية، فان قيام دولة المماليك البحرية في مصر عام 648 هـ/1250م، لم يكن حدثاً تاريخياً عادياً في تلك الحقبة الزمنية، بسبب فشل الايوبيون في استكمال الدور التاريخي الذي افرز دولتهم، وبدلاً من اهتماماتهم بالجهاد ضد العدو الصليبي وجهوا طاقاتهم وقدراتهم السياسية والعسكرية للاقتتال فيما بينهم بل وصل الامر ببعضهم الى درجة الاستعانة بالصليبيين ضد البعض الاخر، في وقت كانت الاحداث والوقائع توحي بظهور قوة جديدة ذات مميزات سياسية وعسكرية مؤثرة بعد ان اخذت الدولة الايوبية بعد وفاة مؤسسها صلاح الدين الايوبي (589 هـ/1193م) بالانهيار والتفكك وظهور الفتن الداخلية والتنافس على السلطنة وتخلوا عن دورهم التاريخي في التصدي للصليبيين واثروا سياسة المهادنة حتى يتفرغوا لمنازعاتهم الداخلية، على الرغم من الجهود العسكرية لقسم من ملوكها كالعادل والكامل ثم الملك الصالح ايوب العسكرية ضد الصليبيين، لكنها كانت جهوداً ذات طابع دفاعي اكثر من هجومي ادى الى بروز قوة فتية جديدة هي فرسان المماليك كقوة حسم لكثير من القضايا مثل عزلهم الملك العادل الثاني وتنصيب اخيه الملك الصالح ايوب ومن ثم التآمر لقتله.وفي خضم هذه الاحداث برزت قوة جديدة اثبتت قدرتها لمواجهة التحديات الانية انذاك والتي تمثلت بالوجود الصليبي في بلاد الشام ومن بعده الغزو المغولي ثم تولي قيادة العالم العربي والاسلامي وان تلعب دوراً فاعلاً في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في الوطن العربي، وكان قيام دولة المماليك في مصر يعني ظهور دولة فتية تستند في وجودها الى طبقة عسكرية متدربة تدريباً عسكرياً عرفت بفروسيتها وحسن اعدادها، وكان يؤتى بافرادها وهم صغار ثم يخضعون الى عملية تثقيفية يتعلمون فيها اللغة العربية وتعاليم الاسلام، كما يخضعون لتدريب منظم محدد المعالم يتم عبر مراحل لا يتجاوزونها عادة الا عبر مستلزمات صارمة مما ترك اثره في تماسك هذه الطبقة الحاكمة، وشكل احدى الدعائم التي قامت عليها الدولة المملوكية، وتعد الفرقة البحرية التي كان قد انشأها اخر ابرز السلاطين الايوبيين الملك الصالح ايوب (638 – 647 هـ/1240 – 1249م) في مصر ان تتسلم السلطنة في اعقاب مقتل الملك تورانشاه بين الملك الصالح ايوب على يد مماليك والده عام 648 هـ/1250م، مسجلة بذلك نهاية الدولة الايوبية في مصر وبداية دولة المماليك البحرية.وتحاول المصادر المعاصرة والقريبة منها كل من جانبها تبرير مقتل الملك تورانشاه بحجج واهية منها ان فيه خفة وانه كان دائماً غير مطيع لوالده لذا كان يكرهه ويردد ان ابنه لا يصلح للملك، رغم ان هذه المصادر ذكرت الحدث لاحقاً فانها تبرر مقتله لمصلحة خاصة وكون معظم مؤرخيها عاشوا في كنف المماليك فضلاً عن الخوف من سطوتهم دون التطرق للاسباب الرئيسية لاغتياله والتي جاءت ضمن خطة احيكت خيوطها بدقة منذ زمن بعيد لاغتيال والده لكن مرضه اسعفه فاطاحت بابنه، اثناء تعرض البلاد الى غزو اجنبي ونعني بها حملة لويس التاسع ملك فرنسا التي تزامنت مع مرض الملك الصالح ايوب ثم عجلت منيته، لكن المماليك وعلى رأسهم شجرة الدر زوجة الملك الصالح ايوب استطاعوا ان ياسروا معظم الجيش الصليبي وبضمنه الملك لويس التاسع، حيث اقاموا شجرة الدر في السلطنة بعد مقتل الملك تورانشاه والتي سرعان ما تنازلت عن السلطنة لاتابك عساكرها الملك المعز ايبك التركماني عام 648 هـ/1250م.Though AL_Sham and Egypt countries were under the Ayobbid rule , the rising of AL-Mamaleek state in Egypt 648 A. H./1250 A. D was not a normal historical incident during that period because of the failure of the Ayobbid family in completing the historical role .This role was concerned with the struggle against the crusaders instead of forced all their political and military abilities to fight with each other to the extent that some of them asked for the help of the crusaders aganst them during that reign the incidents and facts show that another power will arise having some political effective characteristics especially after the Ayobbid state has been declined after the death of its leader Sallahuddin.Then competence for authority arouse and they left their historical role to fight against the crusaders in spite of the efforts made by some of their kings like the king Ayoub.