Abstract
الحمد لله رب العالمين .. الملك الحق المبين .. خلق الإنسان من طين .. وجعل نسله من سلالة من ماء مهين .. ونفخ فيه من روحه وكرمه بين المخلوقين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمّد الصادق الأمين .. المبعوث رحمة للعالمين .. وعلى آله وأصحابه الغر الميامين.وبعد .. فإن الإجهاض ظاهرة سلبية شاعت في المجتمعات كافة بشكل عام وفي مجتمعنا بشكل خاص، وقد بدأ الناس يشعرون بالمخاطر التي تجرها عملية الإجهاض والعواقب التي تتوالى تباعا لها ،ولكن ليس هذا كافيا ليكون رادعا قويا ضد عملية الإجهاض فكان لزاما بيان حكمه الشرعي وضرره على الفرد والمجتمع ،وباجتماع هذه الأمور الثلاثة يمكن الحد من هذه الظاهرة، وهذه القضية قضيةٌ فقهية صالحة للبحث في كل زمان وخصوصاً في هذا الزمان الذي شهد تقدماً في كل العلوم وفي الميادين شتى فشهد تقدماً في الطب وعلوم الكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم ، وكثرت الحقول العلمية في هذه العلوم ، وبرز حقل من بين حقول العلوم الطبية يتعلق بنسل الإنسان وتحديده أو تنظيمه بغض النظر عما هو جائز فيه شرعاً أو غير جائز وفتح هذا الحقل بابه على مصراعيه يستقبل وفوده وزواره فازدحم هذا الباب بالنساء يطالبن بتقديم الوسائل العملية لتحديد النسل أو تنظيمه ، وكان الجواب سريعاً فقد استقبل طلبهم بالترحاب والتأييد من قبل الكثيرين، فحشد الباحثون في هذا المجال كل الوسائل ، وجعلوا لها عنواناً بارزاً ألا وهو (وسائل تحديد النسل أو موانع الحمل) ولا مشاحة في العنوان فالمضمون واحد، ومن هذه الوسائل الإجهاض.وقد يظن البعض أن عملية الإجهاض في منأى عن علم التربية وتقويم السلوك، وأنها لا تتعدى سوى كونها مسألة شرعية قانونية طبية، وهذا خطأ كبير، لأن ظاهرة الإجهاض ظاهرة تربوية سلبية يترتب عليها تمزق نسيج المجتمع وتصدع بنيان الأمة، فانتشارها بين المجتمع يفتح أبواباً واسعة للقضاء على النوع البشري، فعلى صعيد الأسرة ـ إن أطلقنا العنان بجواز هذه الظاهرة ـ كم سيكون عدد أفرادها عند شيوع هذه الظاهرة لا شك والحالة هذه أن عددها سينخفض ويقل بشكل ملحوظ، وهذا سيؤدي إلى فسح المجال لإبادة جماعية تجري تحت مظلة الحرية الفردية المشوهة، وستتلاشى الأمة يوماً بعد يوم وهذا بحد ذاته خطر عظيم بدأ بشرر صغير سيحرق المجتمع بل الأمة بأسرها فتفنى وتبيد، وأما على صعيد الإباحية وغير المشروعية والحمل عن طريق السفاح، فهذا سيهيأ نتيجة مضمونة، وملاذاً آمناً إلى اللواتي انسلخن عن العفة وبعن أعز ما تملك المرأة، وتاجرن ببضاعة كاسدة فاسدة، ليس لها ثمرة سوى الندم والخسران المبين، وسيكون مجتمعنا صورة طبق الأصل للمجتمع الغربي المتحلل والذي بلغت فيه نسب الإجهاض رقماً خيالياً، والأرقام التي تخرج للعالم عن التعداد السكاني لهذه الدول هي أرقام ليست حقيقية تدل على أفراد أبناء تلك البلاد لأن من يأتيها كل عام من الوافدين الذين يحصلون على الجنسية الخاصة بتلك البلاد هم ممن يدرج فمن تلك الإحصاءات. ولأجل هذه الأسباب خرجت عن سنن الباحثين في اختيار موضوعات كلية تتحدث عن الموضوع بشمولية ووحدة موضوعية، وفضلت الحديث عن هذه الجزئية، توسيعاً لرقعة مفهومها وإيضاحاً للمخاطر التي تشتمل عليها هذه الظاهرة السلبية، متأملاً أن أقدم للمجتمع دراسة واقعية منبثقة من حكم الشريعة الإسلامية مقرونة بالفطرة البشرية التي جبل عليها الإنسان في سلوك سبل الخير والابتعاد عن مواطن الشر ومكامنه.وقد تناولت هذا الموضوع من جهات ثلاث : الأولى شرعية، والثانية طبية، والثالثة تربوية اجتماعية، وجعلت الكلام على هذه الجهات في فصلين : الفصل الأول : (حكم الإجهاض) ، ويشتمل على مبحثين : المبحث الأول : تكلمت فيه على معنى الإجهاض ، وتضمن الكلام ثلاثة مطالب : المطلب الأول : تناولت فيه تعريف الإجهاض لغة واصطلاحا (عند الفقهاء والأطباء).المطلب الثاني : تحدثت فيه عن الألفاظ المستعملة في معنى الإجهاض.المطلب الثالث : ذكرت فيه أقسام الإجهاض. المبحث الثاني : نقلت فيه آراء الفقهاء في الإجهاض ، وتضمن ثلاثة مطالب : المطلب الأول : ذكرت فيه الأطوار الزمنية للتخلق.المطلب الثاني : تناولت فيه حكم الإجهاض بعد نفخ الروح ، وبدأت به لأنه محل اتفاق بين الفقهاء. المطلب الثالث : جعلت فيه بياناً لحكم الإجهاض قبل نفخ الروح.الفصل الثاني : ويشتمل على مبحثين :المبحث الأول : ذكرت فيه مضار الإجهاض على الفرد ، ويتضمن ثلاثة مطالب :المطلب الأول : بيّنت فيه بواعث الإجهاض.المطلب الثاني : ذكرت فيه وسائل الإجهاض.المطلب الثالث : جعلته بياناً لمضار الإجهاض على الفرد.المبحث الثاني : ذكرت فيه مضار الإجهاض على المجتمع ، ويتضمن ثلاثة مطالب :المطلب الأول : أوضحت فيه آثار الإجهاض.المطلب الثاني : ذكرت فيه الإجهاض في الميزان التربوي والاجتماعي.المطلب الثالث : جعلت فيه بياناً لمضار الإجهاض الاجتماعية والتربوية.وأسأل الله تعالى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريمThis research deals with miscarriage state thate it is negative state among the societies . So among Islamic society there fore We research in this subject that there are three aspects: First : legitimate rule .Second : society damage .Third : educational damage .